مشاكل تطور الفنون في الوطن العربي والعالم الثالث

يعتبر الفن وسيلة قوية وفعالة للتعبير عن الهوية الثقافية وهو أحد أبرز اشكال التعبير عن المجتمع ووسيلة اتصال عالمية . الفن لعب دورا كبيرا في تطور الحضارات والثقافات عبر العصور ، ويستمر هذا الدور حتى يومنا هذا.

على الرغم من ذلك فإن الفنون في العالم الثالث خصيصا في العالم العربي ، قد واجهت العديد من التحديات التي اثرت على تطورها وقد تسببت مجموعة من العوامل منها السياسية ، المجتمعية والثقافية في تعطيل تقدم الفن العربي.

ومن المشاكل التي يواجها العالم الثالث :

الرقابة الصارمة على الفنون

من ابرز العوائق التي تواجهها تطورات الفن في العالم العربي الثالث هي الرقابة الصارمة الي تفرضها العديد من الحكومات على الأعمال الفنية . عادة ما تمنع الأعمال الفنية التي تعبر عن القضايا الاجتماعية او مواضيع دينية حساسة. حيث يعد تقييد حرية التعبير الفني أحد اكبر العوائق امام الابداع الفني حيث لأجبرا الفنانين على تجنب المواضيع الحساسة خوفا من ردود الفعل السلبية . هذا التقييد يعرقل تطور الفكر الفني ويحد من الحرية الإبداعية

نقص الدعم المادي

يعد نقص التمويل والدعم من التحديات الأساسية التي يواجها تطور الفنون في العالم الثالث العربي . لانتشار مفهوم الفن على انه نوع من أنواع الترفيه غير الضرورية ولا يحصل على الاهتمام الذي يستحقه من الجهات الداعمة. الإهمال هذا يؤدي لعواقب سلبية على الفنانين الذين يجدون صعوبة في توفير المواد الخام والأدوات اللازمة لإنتاج أعمالهم. كما يواجه العديد من الفنانين صعوبة في الوصول للتقنيات الحديثة او التعليم الاكاديمي بسبب نقص الدعم المالي . غياب الاستثمارات في المجال الفني يقلل من إمكانيات الفنانين ويحد من تطور الفنون في المنطقة

العولمة

تعد العولمة احد اكبر التحديات التي اثرت على تطور الفنون في العالم العربي ، فقد أدت العولمة لانتشار الثقافة الغربية بشكل أوسع في جميع انحاء العالم ، مما ساهمت في اضعاف الهوية الثقافية للفنانين العرب نتيجة لهيمنة الثقافة الغربية . أصبح الفنان العربي يعافي من صعوبة في إيجاد مكان له في المشهد الفني العالمي . هذا التأثير السلبي أدى لضعف الفن العربي التقليدي وصعوبة ازدهاره . كما أن وسائل الاعلام الغربية والمحتوى الفني الأجنبي ساهم في تجانس الثقافات مما أدى لتراجع الفنون الاصلية في العديد من الدول العربية.

رغم التحديات يبقى هناك امل في المستقبل للفن العربي في العالم الثالث فقد بدا العديد من الفنانين في مواجهة ذه التحديات بطرق مبتكرة ، مما يساعد على دفع عجلة تطور الفن العربي . كما بدأ المجتمع في زيادة الوعي بأهمية الفن وضرورة دعمة فقد خصصت بعض الحكومات منح دراسية للطلاب المبدعين وبدأت بتقديم دعم كبير للفنانين المبتكرين . بالإضافة للازدياد الاستثمارات في مجال الفن والثقافة مما يساهم في تعزيز قدرة الفنان على التعبير عن نفسة بحرية اكبر . هذه الجهود تساهم في تعزيز وتقوية الفنون في العالم العربي الثالث.