الفن التشكيلي في اليمن

  

يعد الفن التشكيلي في اليمن حديث النشأة ، حيث لم يكن معروفًا بشكل واسع حتى قيام ثورة سبتمبر 1962، التي شكلت نقطة انطلاق للفن الحديث في البلاد. ورغم بداياته المتواضعة، شهد الفن التشكيلي اليمني تطورًا ملحوظًا في العقود الأخيرة، وبرز العديد من الفنانين الذين شكلوا محطات هامة في مسيرته.

يعتبر هاشم علي رائد الفن التشكيلي في اليمن ، حيث نقل الفن من مرحلة البدايات إلى مرحلة النضوج . ثم تبعه فنانون آخرون مثل عبدالجبار نعمان، وفؤاد الفتيح، وآمنة النصيري ، بالإضافة إلى العديد من الأسماء التي برزت في الثمانينات والتسعينات مثل عدنان جُمن، ومحمد اليمني، وطلال النجار. هذه الفترة كانت بمثابة ذروة ازدهار الفن التشكيلي في اليمن . لكن على الرغم من هذه التطورات، كانت بدايات الفن التشكيلي في اليمن غامضة ، إذ لا توجد توثيقات واضحة لهذه الفترة ، ويعود العديد من المؤرخين إلى هاشم علي باعتباره بداية حقيقية لهذا المجال . ورغم ظهور بعض الفنانين قبل هاشم علي، إلا أن الفنون التشكيلية لم تُعتبر أسلوبًا مستقلاً قبل تدخل المدارس الأكاديمية.

في الوقت المعاصر، يشير العديد من الفنانين مثل عدنان جُمن وطلال النجار إلى غياب الاهتمام الرسمي من الدولة بالفن التشكيلي ، مما أثر على حركة الفنانين ، لكن رغم ذلك يلاحظ آخرون مثل ألطاف حمدي وغادة الحداد أن الفنون شهدت تطورًا ملموسًا مع بداية عام 2004، بعد افتتاح معارض دائمة وبيوت للفن ، مما ساهم في تنشيط الحركة التشكيلية وتوسيع نطاقها. كما يلاحظ الفنان محمد مقبل سلطان أن هناك دماء جديدة تدخل إلى هذا المجال، لكنها لا تملك التدريب الكافي لمواصلة تطوير الفن التشكيلي بشكل أكاديمي.

تأثرت مسيرة الفنان هاشم علي بشكل كبير بتجاربه المبكرة في إندونيسيا، حيث شكلت طفولته هناك أساسًا لحبه للفن والإبداع ، تعلم خلال تلك الفترة أسس التعبير البصري والفني، وكان يمارس الرسم بشكل مستمر منذ بداياته الأولى ،  انتقاله إلى حضرموت ثم إلى عدن ، أتاح له فرصة التعرف على فنانين محترفين مثل العقيلي ، مما ساعد في صقل مهاراته الفنية وتوسيع آفاقه . تجربته في بيع اللوحات للأجانب في عدن كانت نقطة تحول مهمة ، حيث بدأت لوحاته تجذب اهتمامًا كبيرًا ، مما عزز ثقته بنفسه ودفعه لمواصلة تطوير أسلوبه . تعلمه فن النحت على يد علي علوي الجفري، وكذلك التنقل بين مدن مختلفة مثل تعز، كانت جميعها جزءًا من مسيرته الفنية التي تميزت بالتنوع والتجريب المستمر.

عمل الفنان هاشم علي 

رغم التحديات العديدة، يبقى الفن التشكيلي في اليمن حافلًا بالأمل والتطور. ورغم العوائق التي تواجها الحركة التشكيلية بسبب الظروف السياسية والاقتصادية، يبقى الأمل في رعاية الطاقات الشابة وتوفير فرص التعليم الأكاديمي والدعم المؤسسي لتحقيق تقدم حقيقي في هذا المجال.

تعليقات